قوة الناس: نهضة الروح الاجتماعية في العمارة
دائمًا ما كان التجمع والتواصل بين الناس من أهم وظائف العمارة، في هذه الأيام يعكس اختلاف الفراغات العامة والخاصة الحاجة الماسة للتجارب والبيئات المشتركة. وقد أظهر تحليل آلاف من المشاريع المعمارية المعاصرة أن العماريين وزبائنهم يُفضِّلون بقوة المباني التي تقدم ترابط اجتماعي أقوى، في كلًّا من المنازل وأماكن العمل.
إن انتشار التصميمات الديناميكية ذات التمركز الاجتماعي يبدو أنها تعكس اهتمامًا متزايدًا بحقيقة ما تعززه هذه المباني من وظائف غير مقصودة في الأساس كالحوار والتعاون، يقول المعماري فيشان شاكر ابارتي VishaanChakrabarti: «إن للمعماريين دورًا مهمًا بشكل غير عادي لتوجيه النمو الحضري نحو تمازجٍ اجتماعيٍ وبيئاتٍ ثقافيةٍ مبتكرةٍ أكثر، والتي من شأنها أن تسمح لنا أن نقطن المدن بالطريقة التي نريدها.»
إن الأمثلة التي تصطفُّ في الصدارة لهذا النوع من العمارة تُغطي العديد من المجالات، بدايةً من المباني التعليمية إلى المباني السكنية، كما يُوضح ذلك تقرير قدمه مكتب (Atelier Hitoshi Abe) عن تصميمه لجامعة فيينا (Vienna University)، ذُكِرَ فيه: «حرمٌ جامعيٌ مرنٌ يضمن نفاذيةً عاليةً بين المباني، ليقوي التواصل بين مختلف الأقسام الأكاديمية. ترتيبُ الكتلِ المتداخلة على طول الموقع وتجميعها على دهاليز مشتركة. من خلال تنوع الحركة خلال هذه الدهاليز بين أعضاء هيئة التدريس والطلبة، فإن ذلك يشجع التجمع والعمل المشترك والتعاون.»
ربما يكون أفضل مثال هو ذلك الموجود في قرية كايونزا في أوغاندا، حيث يقدم فريق Sharon-Davis-Design حلًا جميلًا وسهلًا لمركز فرصة للمرأةWomen’s Opportunity Center ذو حوائط الطوب المثقَّبة والدائرية التي تحتضن مقعدًا يشجع الناس على الحوار والنقاش وجهًا لوجه مع تظليل رائع وتهوية طبيعية مريحة.
يشكل مشروع شارون ديفز سابقة كبيرة للمعماريين برغم بساطتها، عندما يكون المبنى مصممًا بشكلٍ جيد، فإنه يستطيع أن يفعل أكثر من مجرد تغطية وحماية للمكان، يمكنه أن يجمع الناس معًا، والأفضل من ذلك أن يجعل الناس يتحدثون معًا، إننا في عصر روح المشاركة في العمارة. وتنمو المدن الآن أقوى من أي وقتٍ مضى لذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق