فرانك لويد رايت Frank lloyd wright
المقدمة:
يعتبر المعمار فرانك لويد رايت من أهم المعماريين في العالم الذين لهم بصمات واضحة في مسيرة تطور العمارة
ويعد فرانك لويد رايت (1869-1959) م عبقري معارض , يعد بين عظماء المؤسسين للتطور المعماري المعاصر , عايش كبار مهندسي الحركة الحديثة الأوربيين وما لبث أن تخطاهم ,له تجربة إنسانية طويلة وعميقة وثيقة الصلة بإنتاج غزير لأعمال بذرها في أرجاء أمريكا فأثمرت ابتكارات بديعة .
التصنيف من حيث الاتجاه المعماري :
** تحرير المساقط الأفقية :
اعتمد (فرانك لويد رايت ) الحرية في المساقط الأفقية , فقام بتحريرها من القيود و القواعد والأشكال الهندسية , فاختفت تلك الحسابات والاصطلاحات والقوانين الخاصة بالتشكيل والإنشاء ,بل أنها أصبحت عوامل ثانوية لدية .
فكان الشكل يتبع الوظيفة , وليس الهدف إنشاء مبنى يمثل فكرة هندسية فراغية , كان (فرانك) يتعامل مع المسقط بانسيابية رائعة فيجعل التكامل و التجانس أساس له , ونجد ذلك في مسا قطه حيث كل فراغ يكمل الأخر كوحدة كاملة .
**عشق (رايت) تجديل و تشبيك الوحدات بطريقة رائعة وبأسلوب رائع وتعبيري دقيق ,أحيانا كان يوزع الوحدات أو يجمعها حول عنصر معماري هام مثل ركن المدفأة أو السلم الداخلي , أو احترامه للمناسيب الأرض طبيعية و تعامله معه بدراسة ذلك الفراغ و محيطه.
** التكوين الإنشائي للمبنى :
التكوين الإنشائي كان طابع (فرانك) في كل مبانية التي تزيد عن 600 مشروع , فلو أخذنا مثلا تلك البلاطات الخرسانية المسلحة البارزة صريحا و جريئا أو تلك الأسطح المرفرفة على الواجهات لتظليلة وحماية للفرندات الخشبية من العوامل الجوية .
كان (فرانك) يستوحي النظام الإنشائي لمبانيه من الطبيعة فمثلا لو لاحظنا التكوين الإنشائي لمصنع جونسون للشمع ذات الأعمدة الكثيرة نجد انه استوحى ذلك من زهرة "بهجة الصباح" التي تتألف من خمسة أضلاع مقوسة تتشعب من المركز , وهي بمثابة دعامات ضلعية منحنية .
نأخذ مثلا تلك البلاطات الخرسانية المسلحة البارزة بروزا صريحا و جريئا , وتلك الأسطح المرفرفة على واجهات المبنى لتظليلة و حماية للفرندات الخشبية من العوامل الجوية , مثل ذلك كمثل النباتات المورقة التي تنتشر أوراقها من فروعها لكي تظل و تحمي ما تحتها , أو ما نلاحظه من ذلك التغيير الواضح في الفتحات والشبابيك وتعددها وتنوعيها و طريقة توزيعها مثل ذلك كمثل القوانين الطبيعية التي تتكرر من خلال نفسها , أو ما نلمسه من وجود العلاقة الصريحة بين الشكل والحجم الخارجي وبين هذه التفاصيل , فنرى بأنه كلما ارتفع الحجم عن سطح الأرض إلى أعلى كلما صار خفيفا خاليا من التعقيد . وعندئذ تزداد التفاصيل وضوحا وظهورا للعين .....وأخيرا ذلك التوسع الجريء الصريح للسقف العلوي الذي ينشر رفرفته على حوائط المبنى كالشجرة المورقة فيقف المبنى مائلا أمام العين يناضل خط الأفق في مظهر رائع وجذاب تحتضنه الطبيعة لان يعيش في وفاق و وئام معها .
** جمال المادة من جمال الطبيعة :
إن العلاقة بين الطبيعة والحياة العضوية وآلتي مها نشأت آراء (رايت) تظهر لنا بوضوح في كيفية استعمال مواد البناء . رأيناه يستعمل مواد بناء على طبيعتها قدر المستطاع . فهي صديق مخلص مطيع , ويعتمد كل شىء عليها وعلى كيفي صقلها ونحتها و وضعها في المكان المناسب لها فاحترام الطبيعة و موادها الطبيعية يستلزم أن لا يعتدي المهندس أو المعماري أو الفنان على طبيعتها , بأن لا يتلف الحبيبات أو التموجات الطبيعية في الخشب ولا يطمس معالمها ولا وصفاتها وعضويتها الطبيعية , التي هي من صنع الله , بالأصباغ و الدهانات الصناعية , وآلتي هي من صنع الإنسان , بل يجب عليه أن يتركها لطبيعتها ليظهر جمالها و نوعها وطريقة تفريغها و تموجاتها .
ونرى (رايت) فيما يتعلق بالمواد فقد كان يكفيها التكييف الذي يراه متمشيا مع الطبيعة والبيئة التي خرجت منها والمكان الذي استعملت فيه كمادة بناء .
فيؤكد بذلك نظرية (عدم التناسب لا يؤدي إلى الجمال).
العمارة العضوية :
لم يكن فرانك لويد رايت هو أول من نادى و كتب عن النظرية العضوية في العمارة , فقد سبقه الكثير من المهندسين والفنانين و الأدباء و كتبوا عن معاني (العضوية) في العمارة و غيرها .ومما لا شك فيه أن (سوليفان) هو المعماري الأول الذي علم (رايت) النظرية العضوية .
و الحقيقة وآلتي لا شك فيها أن الطبيعة هي المرجع الإنشاء والتكوين وهي التي علمت الإنشائي والمعماري و الفنان والكاتب والشاعر .
اختلفت وسائل البناء في الطبيعة مع الإنسان منذ القدم . رآها القوطيون في أوراق الشجر ورآها ليوناردو دافنشي بوضوح في الطيور وأدت أبحاث القرن التاسع عشر في عالم الطبيعة إلى حركات شاملة كتلك التي قادها (رسكين) وليم مورس وغيرهم , ولكن افتقارهم إلى سعة العلم حرمهم من تحليل الطبيعة بطريقة صحيحة , وإن كانوا قد انتهوا دائما إلى تجديدات فنية نراها اليوم في الفن الحديث .
بيوت البراري
ارتبط اسم البراري أو بيوت البراري بفرانك لويد رايت ....لما أبدعه فيها من جمال تصميمي أو إنشائي ...
فأحدث فرقا هائلا في التصميم و الخروج عن القواعد الكلاسيكية ,
في بداية حياته المهنية اعزي إليه إعادة تصميم تلك البيوت و ابتكار أساليب جديدة في إنشائه , فظهرت لنا تلك المنازل بصفات متشاهبة لدرجة أنها أصبحت أسلوبا خاصا و منفردا لفرانك , ونذكر من تلك الصفات ...:
•المسقط الأفقي الممتدد في على الأرض لإعطاء الشعور بعدم التقيد أو الاختناق ....فالبحث عن الهواء والضوء هو أهم مميزات تلك المساقط .
•المسقط المفتوح , حيث لا جدران فاصلة بين العنصر المعماري كالمعيشة مثلا ....ولانجد كلمة حوائط داخلية في قاموس فرانك بل أننا نجد قواطع داخلية .
•اتصال الفراغ الداخلي بالفضاء الخارجي
•المحافظة على حقيقة المواد وجمالها
•إزالة حجر الزاوية أو الأركان الثقيلة واستبدالها بشبابيك منخفضة وقريبة من الأرض
•استعمل في الأسقف جمالونات مائلة ميلا خفيفا وبارزة لترمي الظلال على الواجهات فتحميها من العوامل المناخية
ولعلنا نقول اخيراً .... أن هناك أعمال لفرانك لويد رايت ... لم نتطرق لها وهي لا تحصى , وهذه لم تكن سوى لمحة سريعة في حياة ذلك المعماري
يصنف المعمار فرانك لويد رايت من رواد العمارة الحديثة بشكل عام ولكنة لا يصنف ضمن رواد (حركة العمارة الحديثة الأسلوب العالمي ) إلى جانب ليكوربوزية وميس فان دروة وغيرهم، كما يعد رائد المدرسة العضوية ، ويصنفه احد الكٌتاب والنقاد ضمن اتجاه العمارة البيئية حيث عرف بأنه يصمم بما يلاءم المكان والزمان ففي أمريكا صمم بيوت البراري بخصوصيتها وفي اليابان ونيويورك وأوروبا
فكل مشاريعه يحمل طابعة الخاص
فرانك لويد رايت في سطور :
. ولد رايت عام 1869م في ريتشلان سنتر في ولاية وسكون سين الامركية وقد أمضى معظم طفولته في مزرعة والدته ، وفي عام 1884م التحق بجامعة وسكون سين حيث كان يريد التخصص في الهندسة المعمارية لكن هذا التخصص لم يكن موجود في تلك الجامعة ، وأحواله المادة لا تسمح له بالذهب الى غير هذه الجامعة ، فأمضى سنوات من حياته يدرس الهندسة التقنية ثم سئم منها وتركها فتوجه إلى شيكاغو ليبحث عن عمل وهناك كان من حسن حظه أن عثر على عمل لدى واحد من اكبر شركات البناء مقابل راتب لا يزيد عن ثمانية دولارات أسبوعيا وخلال السبع سنوات الأولى التى امضاها في تلك الشركة تمكن من ان يظهر مواهبه الاستثنائية في مجال الهندسة والتجديد مما جعله اثر ذلك ينفرد بمكتب خاص يعمل به وسرعان ما بدا يشتهر بتمرده على اسلوب العمارة الكلاسكية وميله الى التجدد المعتمد على الخطوط الأفقية والفتحات الكبيرة وعلى تصميم مباني ترتبط بالحيز الخارجي المحيط به وكان من اول انجازاته المهمة في ذالك الحين تصميم المنزل الريفي في مجموعة مساكن فرديك روبي في شيكاغو عام 1909م وبدات الحرب ضده وجابهها بقوة خاصة وبعدما اصبحت المشاريع تنهال عليه وكذلك صمم مباني ادارية في بوفالو تتميز ببساطتها وبكونه اول مبنى يستخدم الابواب والاثاث المعدني والتكييف المركزي .
في الوقت الذي كانت فيه هذه السمات تثير غضب المهندسين الكلاسيكيين في الولايات المتحدة كانت سمعة رايت تكبر وتكبر في الخارج وكان تاثيره على العمران الاوروبي بدا يتضح ثم كانت نجاة فندق امبريال من زلزال طوكيو نقطة الذروة في شهرته مهما يكون فان ماسي سنوات العشرينات في الولايات المتحدة عادة وخففت من حدة اندفاعه خاصة وان ذلك تواكب مع ثاني حريق أصاب مزرعته الشهيرة التي بناها في سيرنغ غرين في ولاية وسكون سين فانفق كل ما لديه من مال لإعادة بنائها وهو على اية حال سرعان ما حولها الى ورشة عمل وضم اليها خمسين متدربا صاروا يشتغلون لديه فيها ولدى الاخرين انطلاقا منها ويدرسون على يده وهكذا تمكن من خلق تيار معماري اساسي في طول الولايات المتحدة وعرضها .
منذ ذلك التاريخ اصبح فرانك لويد احد اكبر المعماريين في العالم والاهم من هذا أصبح يعتبر الأب الشرعي للعمارة الحديثة في الولايات المتحدة وصاحب نظرية العمارة العضوية وهي التي تنبت كالشجرة متعانقة مع الطبيعة لتشكل معها لوحة فنية ساحرة وذلك يتجلى في المنزل مسقط المياه.
انتشرت مبانيه في اكثر من ثلاثين ولاية ومنذ ذلك الحين اصبحت العمارة والطبيعة في اسلوب رايت يتعانقان لتشكلان بعناصرهما وبمفرداتهما وظلالهما الواحدة الجمالية المتكاملة لدى عمارة رايت وبدا طراز العمارة الحديث بروادها الجدد.
واصبحت العمارة بعدها تأخذ منحا جديدا معتمدة على المواد الجديدة من حديد وخرسانة مسلحة ومواد اخرى جديدة تجمع بعناصرها ومفرداتها لتعطي وحدة فراغية متكاملة ونسيج معماري متميز . ولا يزال تصميمه
الكبير لمنزل (مسقط الماء) في ميرران بولاية بنسلفانيا والمقام (م1936) يعتبر من اهم وابرز المباني في العالم
* منذ دراسته الثانوية اتخذ قراره بأن يصبح مهندساً معمارياً.
•التحق بجامعة وسكنسون سنة 1885 لدراسة الهندسة العملية التي تؤهله للسير في الحياة حيث كان ميالا بطبعه إلى الإنشاء و التكوين العملي .
•تتلمذ على يد المعماري لويس سوليفان في مكتبه من 1887 إلى 1893, و تعلم من أستاذه الشيء الكثير , حيث أجاد الرسم بطريقة وأسلوب معلمه , اعتمد سوليفان على (رايت) في تصميمات الكثير من المساكن , ثم بدأ (فرانك) بتطوير أعماله و العمل لحسابه الخاص وقام بابتكار أساليب جديدة في الإنشاء و استعمال مستحدث للمواد البناء الجديدة و الأثاث و المعدات , و تحرير المساقط الأفقية للمساكن من الجمود السائد حينئذ والطرق الكلاسيكية ذات القيود المحددة .
* أنهى دراساته الجامعية ليبدأ ممارسة المهنة بالفعل في العام ،۱۸۹۰ وهو بعد في الثالثة والعشرين من عمره...
*في العام ،۱۸۹۳ افتتح مكتبه الخاص الذي منه ستنطلق خلال ثلثي قرن كل تلك المشاريع الكبرى التي وضعته في مقدم معماريي القرن العشرين، ومن ابرزها
1 - بيت ويليام ونسلو (۱۸۹۳-۱۸۹۴)
2- ومبنى لاركن (۱۹۰۳-۱۹۰۵)
3-بيت الألعاب في آفري كونلي (۱۹۱۲-۱۹۱۳)
4- مبنى شركة جونسون للشمع (۱۹۳۶-۱۹۳۹)
5- متحف غوغنهايم (۱۹۴۳-۱۹۵۹).
•زار جميع العواصم العالمية منها : الصين واليابان و روسيا و البرازيل و الأرجنتين وإنجلترا و فرنسا والعراق و مصر
•له مدرسة وفلسفة وأنصار , و يحترف بالتدريس المعماري في الجامعات وبلغ من العمر 90 عاما
•حصل على ارفع الأوسمة أعلاها تقديرا لعمله وفلسفته ومؤلفاته ونظرياته ومنشئاته المختلفة المتعددة في مختلف أنحاء العالم
أهم مشاريعه :
1 - بيت الشلال:
في العام ،۱۹۵۸ أي قبل وفاته بعام، أنجز المعماري الأميركي الكبير فرانك لويد رايت تصميماً لواحد من أغلى مشاريعه على قلبه، وكان بالطبع مشروعاً لم يتحقق ابداً، حمل اسم (المدينة الحية). وبدا هذا المشروع يومها أشبه بوصية لواحد من ابرز معماريي القرن العشرين. غير أن الذين أدهشهم المشروع ببعده الخيالي، وفاجأهم لويد باهتمامه به، لم يكونوا يعرفون الكثير، في الحقيقة، عن لويد... ولو كانوا يعرفون لما فوجئوا، وذلك ببساطة لأن لويد كان اصدر في العام ۱۹۳۲ كتاباً عنوانه (المدينة المختفية) أعلن فيه نزعته المعادية للمدينة كعمران مركزي، مفسراً الحاجة إلى لا مركزية متشددة تدفع الناس للخروج من المدن الملوثة المكتظة الخانقة، في عودة إلى سكن الطبيعة واستعادة العلاقة مع الريف. الغريب إن هذا الكتاب، إذ صدر في وقت كانت اميركا تعيش واحدة من أسوأ لحظات انهيارها الاقتصادي، لم يلفت نظر الكثيرين بل اعتبر من قبل الفكر الخيالي... وتابع لويد عمله وكأن شيئاً لم يكن... فيما وجد الكتاب طريقه إلى أرفف المكتبات والى ما يشبه النسيان.
غير ان اللافت والمهم هنا، هو توقيت صدور ذلك الكتاب، بالعلاقة مع عمل لويد نفسه: فالصدور كان قبل ثلاثة اعوام فقط من بدء لويد تصميم ذلك المنزل وتنفيذه الذي سيصبح علامة أساسية على مساره المهني، ونقطة انعطافية في تاريخ العمران الأميركي والعالمي. ونعني بذلك ادغار كوفمان، المعروف باسم (شلال الماء)، في منطقة ميل ران بولاية بنسلفانيا في الشرق الأميركي.
استغرق بناء هذا المنزل، يومها، اربع سنوات كاملة... ولكن من الواضح ان فرانك لويد، بدأ التفكير فيه ووضع التصميمات اللازمة له، منذ الوقت الذي كان يدبج فيه فصول (المدينة المختفية)، خصوصاً أن هذا المشروع انما يبدو كتطبيق عملي مثالي، على معظم ما نادى به لويد في كتابه. وإذا كان قد أثر عن لويد انه قال عن هذا الانجاز، خلال سجال مسهب اجراه مع جماعة (تاليسين) التي كان زعيمها ومؤسسها ورئيس تحرير مجلتها، وهي جماعة كانت تعنى بالتجديد العمراني انطلاقاً من نزعات انسانية مناصرة للطبيعة: (ان شلال الماء هذا - ويعني البيت بالطبع - هو بركة من تلك البركات التي يمكننا ان نسر بتلقيها في هذه الحياة الدنيا. وأنا اعتقد بأن لا شيء في هذا المجال، وازى على الاطلاق ما في هذا العمل من تناسق، ومن تعبير صارخ عن مبدأ الحدث الذي يجلل الغابة والنهر والصخر وكل عناصر البناء تترابط وتتشكل لتكوّن شراكة هي من الهدوء بحيث انكم لا تسمعون وأنتم فيه أي ضجة على رغم هدير الماء العاصف المتساقط... فيه تصغون الى شلال الماء تماماً مثلما يصغي المرء الى اقصى درجات الهدوء في الريف). اذاً، لئن كان لويد قد قال هذا خلال ذلك السجال الشهير، فإنه في الحقيقة لم يكن مبالغاً على الاطلاق والمنزل قائم دائماً ليذكرنا بهذا الانجاز الحضاري الاستثنائي. غير ان السكون ليس، طبعاً، كل ما يميز هذا المبنى الذي يبدو دائماً، وفي الوقت نفسه، قديماً عريقاً كأنه كان في مكانه منذ الأزل، وأيضاً جديداً طازجاً وصياً كما لو ان آخر لمسة في بنائه وضعت في الامس فقط.
في هذا المبنى الرائع والبسيط، طبق لويد بوضوح كل نظرياته المتعلقة
بالمزج الفعال بين العمران والطبيعة لما فيه فائدة وجمال الاثنين معاً.
وهو كان يقول دائماً ان ما يهمه إنما كان ذلك التجاور بين ما أنجزه الله
(الطبيعة) وما انجزه الانسان (العمران)... وكانت النتيجة ان اعتبر البيت
منجزاً لحلم العمرانيين واليوتوبيين القديم، والذي يقوم في وضع الإنسان في علاقة عضوية ومتواصلة مع الطبيعة. وكما اشرنا، فإن هذه العلاقة المتوخاة بين الإنسان والطبيعة شكلت دائماً واحداً من هموم لويد، هو الذي كان يعرف تماماً ان انجاز هذا المشروع، امر لن يعني فقط اصحاب البيت، او اهل المنطقة التي اقيم فيها، بل العالم كله ايضاً، حيث يتخذ المشروع كمثال. وبالفعل يعتبر منزل ادغار كوفمان، منذ انجز بناؤه، اشهر منزل عائلي خاص في العالم، وذلك بفضل ألوف الصور التي لا يتوقف التقاطها له، من كل جوانبه... ولكن خصوصاً من اسفل شلال الماء في منظر بات مألوفاً، يصور الماء المتساقط تعلوه الشرفات والسطيحات المركبة فوق بعضها البعض تشرف اهمها على مياه الشلال نفسه.
حرص رايت في تصميمه لهذا البيت وتنفيذه في ذلك المكان الذي جرى اختياره بعناية، على ان يجعل سكان البيت في تلاحم تام مع عنق الجبل، من جهة، ومع الأشجار وأوراق الشجر والنباتات البرية من جهة ثانية، ومع الماء المتدفق، طبعاً، من الجهة الثالثة، وتصف الكتب المتحدثة عن عمل لويد والمتوقفة طويلاً عند أسلوب هندسة هذا البيت، ان فاعليته لا تقتصر على هندسته الخارجية، بل ان الهندسة الداخلية أيضا تعطي مكاناً اولياً وأساسياً للبيئة الطبيعية التي شدد المصمم على دوام حضورها، في شكل جعلها جزءاً اساسياً من التصميم نفسه، وجزءاً اساسياً من الحياة اليومية لساكني البيت. والباحثون يصفون لنا بالتفصيل كيف ان الطابق الرئيسي في البيت يطل على ثلاثة مشاهد مختلفة، ومتكاملة في آن معاً. وكيف ان السطيحات اقيمت على مستويات عدة منفتحة في اتجاهين اولهما يطل على الجانب الجبلي العالي من المنطقة، فيما يطل الثاني على الصخور وشلال الماء. اما غرف الطوابق العليا فإن لكل منها شرفتها او سطحيتها الخاصة بها، كما ان غرفة العمل والرواق المقامين في الطابق الثالث يتمتعان ايضاً بشرفات وسطحيات خاصة بهما.
من ناحية مواد البناء، حرص لويد منذ البداية ان يتم بناء كل العناصر العمودية من البيت بواسطة حجارة محلية يؤتى بها من المنطقة نفسها، لكي تظل على تلاحم تام، بيّن او خفي، مع طبيعة المنطقة وتضاريسها... في الوقت الذي اصر على ان تستخدم الحجارة نافرة بعض الشيء لكي يعطى المبنى كله من الخارج طابعاً نحتياً، يظهره وكأنه منحوتة عملاقة. اما العناصر الافقية في البناء فلقد اقيمت من الباطون السائل... اما ارضية المبنى في طوابقه جميعاً، فلقد غطيت بالحجارة... وحتى حين كانت الأرضية الظاهرة خشبية فإن الحجارة انتشرت تحتها... والامر نفسه يمكن ان يقال أيضا عن ابرز الجدران... فيما استخدم خشب الجوز الأصلي للمنجورات... ما اسهم اكثر وأكثر في اقلمة العمران مع جذور الطبيعة.
نعرف ان فرانك لويد رايت حقق عشرات الابنية طوال حياته، داخل الولايات المتحدة وخارجها، لكنه ظل حتى آخر ايامه يتحدث عن منزل كوفمان (شلال الماء) بصفته احب اعماله الى قلبه.
2- متحف غوغنهايم (نيويورك)
3- مبنى شركة جونسون للشمع
كان رايت يستوحي النظام الإنشائي لمبانيه من الطبيعة فمثلا لو لاحظنا التكوين الإنشائي لمصنع جونسون للشمع ذات الأعمدة الكثيرة نجد انه استوحى ذلك من زهرة "بهجة الصباح" التي تتألف من خمسة أضلاع مقوسة تتشعب من المركز , وهي بمثابة دعامات ضلعية منحنية .
نأخذ مثلا تلك البلاطات الخرسانية المسلحة البارزة بروزا صريحا و جريئا , وتلك الأسطح المرفرفة على واجهات المبنى لتظليلة و حماية للفرندات الخشبية من العوامل الجوية , مثل ذلك كمثل النباتات المورقة التي تنتشر أوراقها من فروعها لكي تظل و تحمي ما تحتها , أو ما نلاحظه من ذلك التغيير الواضح في الفتحات والشبابيك وتعددها وتنوعيها و طريقة توزيعها مثل ذلك كمثل القوانين الطبيعية التي تتكرر من خلال نفسها , أو ما نلمسه من وجود العلاقة الصريحة بين الشكل والحجم الخارجي وبين هذه التفاصيل , فنرى بأنه كلما ارتفع الحجم عن سطح الأرض إلى أعلى كلما صار خفيفا خاليا من التعقيد . وعندئذ تزداد التفاصيل وضوحا وظهورا للعين .....وأخيرا ذلك التوسع الجريء الصريح للسقف العلوي الذي ينشر رفرفته على حوائط المبنى كالشجرة المورقة فيقف المبنى مائلا أمام العين يناضل خط الأفق في مظهر رائع وجذاب تحتضنه الطبيعة لان يعيش في وفاق و وئام معها
في عام 1922م حين ضربت مدينة طوكيو هزة ارضية كانت واحدة من اعنف الهزات التي طالتها حتى ذالك الحين في القرن العشرين كان فندق امبريال واحد من المباني القليلة التي لم تمسها الهزة الارضية في طوكيو باي سوء ولا شك انه كان ثمةعلى الاقل شخصا واحد
لم يزعجه ذلك وكان الشخص هو امريكيا يعيش في الولايات المتحدة اما موقفه فكان عائد الى انه كان المهندس الذي صمم هذا الفندق المذكور واشرف على تنفيذه كما انه استعمل من اجله مواد خاصة تحت الاساسات والقواعد عجينية التركيب كمخدات سفلية تحت الاساسات لامتصاص الهزات الارضية التي تتعرض لها جزر اليبان على الدوام وكذالك مواد اخرى جديدة تحمي البنا وتمتص الهزات الارضية وحينما سئل المهندس المصمم فرانك لويد رايت ان مدينة طوكيو تعرضة لهزه ارضية دمرت الابنية ما عدا بناء واحد اجابهم هو ذلك الفندق صحيح انه لم يكن بحاجة الى تلك الماثرحتى يثبت مكانته العالميه لكنه بحاجه اليها حتى يدعم موقفه في الصراع بين القديم والجديد في مضمار الهندسة المعمارية فقط كان المهندس رايت سيد المدافعين عن الجديد في بداية القرن العشرين حين كان خصومه الكلاسيكيون اقويا ما انفكو يشنون عليه بين الحين والاخر هجمات ضارية كان لا ينقصها في بعض الاحيان ان تورده مواد الياس على الرغم من ان سمعته في العالم خارج حدود وطنه كانت كبيرة وكان في ذلك الحين قد بات مؤشرا واضحا في عالم العمران في طول العام وعرضه في اوروبا على وجه الخصوص وبات المهندس فرانك لويد رايت منذ ذلك الحين في وطنه الامريكي اكبر مجددا عالمي في مضمار االهندسة المعمارية . ولد رايت عام 1869م في ريتشلان سنتر في ولاية وسكون سين الامركية وقد امضى معظم طفولته في مزرعة والدته المحرض الرئيس الى جانب موهبته الخلاقه في تكوينه المعماري وفي عام 1884م التحق بجامعة وسكون سين حيث كان يريد التخصص في الهندسة المعمارية لكن هذا التخصص لم يكن موجود في جامعة وسكون سين ولم تكن اوضاعه الماديه تمكنه من الانتساب الى جامعة اخرى فامضى سنوات من حياته يدرس الهندسة التقنية ثم سئم ذالك وتركها فتوجه الى شيكاغو ليبحث عن عمل وهناك كان من حسن حظه ان عثر على عمل لدى واحد من اكبر شركات البناء مقابل راتب لا يزيد عن ثمانية دولارات اسبوعيا وخلال السبع سنوات الاولى التى امضاها في تلك الشركة تمكن من ان يظهر مواهبه الاستثنائيه في مجال الهندسة والتجديد مما جعله اثر ذلك ينفرد بمكتب خاص يعمل به وسرعان ما بدا يشتهر بتمرده على اسلوب العمارة الكلاسكية وميله الى التجدد المعتمد على الخطوط الافقية والفتحات الكبيرة وعلى تصميم مباني ترتبط بالحيز الخارجي المحيط به وكان من اول انجازاته المهمة في ذالك الحين تصميم المنزل الريفي في مجموعة مساكن فرديك روبي في شيكغو عام 1909م وبدات الحرب ضده وجابهها بقوة خاصة وبعدما اصبحت المشاريع تنهال عليه وكذلك صمم مباني ادارية في بوفالو تتميز ببساطتها وبكونه اول مبنى يستخدم الابواب والاثاث المعدني والتكييف المركزي .
في الوقت الذي كانت فيه هذه السمات تثير غضب المهندسين الكلاسيكيين في الولايات المتحدة كانت سمعة رايت تكبر وتكبر في الخارج وكان تاثيره على العمران الاوروبي بدا يتضح ثم كانت نجاة فندق امبريال من زلزال طوكيو نقطة الذروة في شهرته مهما يكون فان ماسي سنوات العشرينات في الولايات المتحدة عادة وخففت من حدة اندفاعه خاصة وان ذلك تواكب مع ثاني حريق اصاب مزرعته الشهيرة التي بناها في سيرنغ غرين في ولاية وسكون سين فانفق كل ما لديه من مال لاعادة بنائها وهو على اية حال سرعان ما حولها الى ورشة عمل وضم اليها خمسين متدربا صاروا يشتغلون لديه فيها ولدى الاخرين انطلاقا منها ويدرسون على يده وهكذا تمكن من خلق تيار معماري اساسي في طول الولايات المتحدة وعرضها .
منذ ذلك التاريخ اصبح فرانك لويد احد اكبر المعماريين في العالم ولاهم من هذا اصبح يعتبر الب الشرعي للعمارة الحديثة في الولايات المتحدة وصاحب نظرية العمارة العضوية وهي التي تنبت كالشجرة متعانقة مع الطبيعة لتشكل معها لوحة فنية ساحرة وذلك يتجلى في المنزل مسقط المياه. لقد راحت مبانيه تنتشر في اكثر من ثلاثين ولاية ومنذ ذلك الحين اصبحت العمارة والطبيعة في اسلوب رايت يتعانقان لتشكلان بعناصرهما وبمفرداتهما وظلالهما الواحدة الجمالية المتكاملة لدى عمارة رايت وبدا طراز العمارة الحديث بروادها الجدد.
واصبحت العمارة بعدها تاخذ منحا جديدا معتمدة على المواد الجديدة من حديد وخرسانة مسلحة وماد اخرى جديدة تجمع بعناصرها ومفرداتها لتعطي وحدة فراغية متكاملة ونسيج معماري متميز في فن العمارة الحديث يطفو على السطح ولا يزال تصميمه الكبير لمنزل (مسقط الماء) في ميرران بولاية بنسلفانيا والمقام (م1936) يعتبر اهم وابرز مبنى في العالم اقيم فوق مسقط مائي استطاع رايت ان يوظف عناصر الطبيعة كمصبات شلال ماء وينسج مع عناصره المعمارية لوحة فنية تمتع الناظر بحيث نرى سقوط الماء وانسيابه بين جدران المنزل وفتحاته وكان المنزل مسقط الماء بنفس اللحظة وهنا تتجلى عبقرية المهندس رايت لقد استجاب لكثير من اذواق الفنانين والمشاهير في مدينة هوليود السينمائية حيث صمم لهم منازل تتلاءم مع اذواقهم الفنية كما هو الحال في منزل سودين هاوس في لوس انجلوس عام /1926م/ وكذلك منزل صمويل نوفاردو /1928م/ في لوس انجلوس وخلال سنواته الاخيرة واصل رايت عمله التجديدي وفي نفس الوقت راح يعيد مبنيين لترتيب التلامذة حيث اقام اولهما في ولاية وسكون سين والثاني في ولاية اريزونا الامريكية وخلال ذلك كله كان لديه من الوقت ما يكفي لوضع العديد من المؤلفات والكتب في فن العمارة اهمها على الاطلاق سيرته الذاتية وكتاب مدينة المستقبل .
حين رحل رايت /1959م/ كان على وشك انهاء تصميم متحف كوكيهام في مدينة نيويورك المتميزة كما هو الحال في العديد من المشاريع الاخرى فقد رحل المهندس رايت في التسعين من عمره غير انه كان يتمتع بحيوية استثنائية
طــــابع فرانك لويد رايت :
** تحرير المساقط الأفقية :
اعتمد (فرانك لويد رايت ) الحرية في المساقط الأفقية , فقام بتحريرها من القيود و القواعد والأشكال الهندسية , فاختفت تلك الحسابات والاصطلاحات والقوانين الخاصة بالتشكيل والإنشاء ,بل أنها أصبحت عوامل ثانوية لدية .
فكان الشكل يتبع الوظيفة , وليس الهدف إنشاء مبنى يمثل فكرة هندسية فراغية , كان (فرانك) يتعامل مع المسقط بانسيابية رائعة فيجعل التكامل و التجانس أساس له , ونجد ذلك في مسا قطه حيث كل فراغ يكمل الأخر كوحدة كاملة .
**عشق (رايت) تجديل و تشبيك الوحدات بطريقة رائعة وبأسلوب رائع وتعبيري دقيق ,أحيانا كان يوزع الوحدات أو يجمعها حول عنصر معماري هام مثل ركن المدفأة أو السلم الداخلي , أو احترامه للمناسيب الأرض طبيعية و تعامله معه بدراسة ذلك الفراغ و محيطه.
** التكوين الإنشائي للمبنى :
التكوين الإنشائي كان طابع (فرانك) في كل مبانية التي تزيد عن 600 مشروع , فلو أخذنا مثلا تلك البلاطات الخرسانية المسلحة البارزة صريحا و جريئا أو تلك الأسطح المرفرفة على الواجهات لتظليلة وحماية للفرندات الخشبية من العوامل الجوية .
كان (فرانك) يستوحي النظام الإنشائي لمبانيه من الطبيعة فمثلا لو لاحظنا التكوين الإنشائي لمصنع جونسون للشمع ذات الأعمدة الكثيرة نجد انه استوحى ذلك من زهرة "بهجة الصباح" التي تتألف من خمسة أضلاع مقوسة تتشعب من المركز , وهي بمثابة دعامات ضلعية منحنية .
نأخذ مثلا تلك البلاطات الخرسانية المسلحة البارزة بروزا صريحا و جريئا , وتلك الأسطح المرفرفة على واجهات المبنى لتظليلة و حماية للفرندات الخشبية من العوامل الجوية , مثل ذلك كمثل النباتات المورقة التي تنتشر أوراقها من فروعها لكي تظل و تحمي ما تحتها , أو ما نلاحظه من ذلك التغيير الواضح في الفتحات والشبابيك وتعددها وتنوعيها و طريقة توزيعها مثل ذلك كمثل القوانين الطبيعية التي تتكرر من خلال نفسها , أو ما نلمسه من وجود العلاقة الصريحة بين الشكل والحجم الخارجي وبين هذه التفاصيل , فنرى بأنه كلما ارتفع الحجم عن سطح الأرض إلى أعلى كلما صار خفيفا خاليا من التعقيد . وعندئذ تزداد التفاصيل وضوحا وظهورا للعين .....وأخيرا ذلك التوسع الجريء الصريح للسقف العلوي الذي ينشر رفرفته على حوائط المبنى كالشجرة المورقة فيقف المبنى مائلا أمام العين يناضل خط الأفق في مظهر رائع وجذاب تحتضنه الطبيعة لان يعيش في وفاق و وئام معها .
** جمال المادة من جمال الطبيعة :
إن العلاقة بين الطبيعة والحياة العضوية وآلتي مها نشأت آراء (رايت) تظهر لنا بوضوح في كيفية استعمال مواد البناء . رأيناه يستعمل مواد بناء على طبيعتها قدر المستطاع . فهي صديق مخلص مطيع , ويعتمد كل شىء عليها وعلى كيفي صقلها ونحتها و وضعها في المكان المناسب لها فاحترام الطبيعة و موادها الطبيعية يستلزم أن لا يعتدي المهندس أو المعماري أو الفنان على طبيعتها , بأن لا يتلف الحبيبات أو التموجات الطبيعية في الخشب ولا يطمس معالمها ولا وصفاتها وعضويتها الطبيعية , التي هي من صنع الله , بالأصباغ و الدهانات الصناعية , وآلتي هي من صنع الإنسان , بل يجب عليه أن يتركها لطبيعتها ليظهر جمالها و نوعها وطريقة تفريغها و تموجاتها .
ونرى (رايت) فيما يتعلق بالمواد فقد كان يكفيها التكييف الذي يراه متمشيا مع الطبيعة والبيئة التي خرجت منها والمكان الذي استعملت فيه كمادة بناء .
فيؤكد بذلك نظرية (عدم التناسب لا يؤدي إلى الجمال).
العمارة العضوية :
لم يكن فرانك لويد رايت هو أول من نادى و كتب عن النظرية العضوية في العمارة , فقد سبقه الكثير من المهندسين والفنانين و الأدباء و كتبوا عن معاني (العضوية) في العمارة و غيرها .ومما لا شك فيه أن (سوليفان) هو المعماري الأول الذي علم (رايت) النظرية العضوية .
و الحقيقة وآلتي لا شك فيها أن الطبيعة هي المرجع الإنشاء والتكوين وهي التي علمت الإنشائي والمعماري و الفنان والكاتب والشاعر .
اختلفت وسائل البناء في الطبيعة مع الإنسان منذ القدم . رآها القوطيون في أوراق الشجر ورآها ليوناردو دافنشي بوضوح في الطيور وأدت أبحاث القرن التاسع عشر في عالم الطبيعة إلى حركات شاملة كتلك التي قادها (رسكين) وليم مورس وغيرهم , ولكن افتقارهم إلى سعة العلم حرمهم من تحليل الطبيعة بطريقة صحيحة , وإن كانوا قد انتهوا دائما إلى تجديدات فنية نراها اليوم في الفن الحديث .
بيوت البراري
ارتبط اسم البراري أو بيوت البراري بفرانك لويد رايت ....لما أبدعه فيها من جمال تصميمي أو إنشائي ...
فأحدث فرقا هائلا في التصميم و الخروج عن القواعد الكلاسيكية ,
في بداية حياته المهنية اعزي إليه إعادة تصميم تلك البيوت و ابتكار أساليب جديدة في إنشائه , فظهرت لنا تلك المنازل بصفات متشاهبة لدرجة أنها أصبحت أسلوبا خاصا و منفردا لفرانك , ونذكر من تلك الصفات ...:
•المسقط الأفقي الممتدد في على الأرض لإعطاء الشعور بعدم التقيد أو الاختناق ....فالبحث عن الهواء والضوء هو أهم مميزات تلك المساقط .
•المسقط المفتوح , حيث لا جدران فاصلة بين العنصر المعماري كالمعيشة مثلا ....ولانجد كلمة حوائط داخلية في قاموس فرانك بل أننا نجد قواطع داخلية .
•اتصال الفراغ الداخلي بالفضاء الخارجي
•المحافظة على حقيقة المواد وجمالها
•إزالة حجر الزاوية أو الأركان الثقيلة واستبدالها بشبابيك منخفضة وقريبة من الأرض
•استعمل في الأسقف جمالونات مائلة ميلا خفيفا وبارزة لترمي الظلال على الواجهات فتحميها من العوامل المناخية
ولعلنا نقول اخيراً .... أن هناك أعمال لفرانك لويد رايت ... لم نتطرق لها وهي لا تحصى , وهذه لم تكن سوى لمحة سريعة في حياة ذلك المعماري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق